rbeh 50 euro

samedi 27 décembre 2014

التصنيــف

يواجه الباحثون عادة عينة من المختبرين متعددة الخصائص فتصعب حينئذ عملية تحليل نتائج قياساتها اذ يعاب عليها عدم وجود التجانس وذلك لوجود فروق كبيرة بين صفات وسمات أفرادها ، لذلك يتم اللجوء إلى تقسيم أفراد العينة على فئات او مجموعات متجانسة في طبقاتها والتي تتميز فيها كل مجموعة عن الأخرى ، ويساعد هذا التقسيم في إيجاد علاقات ذات مغزى مما له الاثر الكبير فــي التوصــل إلـى نتائـج جديـدة،ويسمـى ذلـك التقسـيم بالتصنيـف.
ولكي تؤدي البرامج التدريبية دورها بكفاية وفاعلية ، ولغرض ان تكون العملية التعليمية او التدريبية ناجحة ، ولكي يستفيد من دروس التربية الرياضية اكبر عدد من التلاميذ فانه يفضل التوجه إلى فئات متجانسة وفق إمكاناتها او استعداداتها او بنيتها او حاجاتها ، ولهذا نجد الكثير من الالعاب بل وحتى الدراسات تستخدم التصنيف مثل التصنيف على اساس الوزن او العمر او النمط الجسمي..الخ ، إذ ان للتصنيف أغراضاً متعددة نذكر منها :([1])
1. زيادة الممارسة : ان الفرد اذا وجد داخل مجموعة متجانسة فانه سيزداد اقباله على النشاط ، ومن ثم يزداد مقدار تحصيله .
2. زيادة التنافس : اذ انه اذا اقتربت المستويات سيزداد تبعاً لها التنافس .
3. العدالة : كلما قلت الفروق بين الافراد كانت النتائج عادلة والفرصة الممنوحة متساوية .
4. الدافعية : المستويات المتقاربة تزيد من دافعية الأفراد والفرق في الممارسة .
5. الأمان : اذا كانت الفروق واضحة بين الأفراد ، فان عامل الامان قد لا يكون متوافراً ، اذ ان الفرد الأضعف قد تستثيره عزة النفس او زيادة الياس إلى القيام بسلوك قد يعرضه للاصابة ، او قد يتعرض للاجهاد الشديد نتيجة محاولاته اليائسة .
6. نجاح التدريس : إذا كانت المجموعة متجانسة فان عملية التدريس تكون اسهل وانجح مما اذا كانت المجموعة متباينة من حيث القدرات البدنية .
وإجمالا فان التصنيف من آليات عمل العقل الأساسية وله علاقة مهمة بالمعرفة وإطلاق الأحكام ، كما انه ضروري للعلم ، فإذا لم تصنف الظواهر إلى أنماط عامة فسيكون علينا ان نتعامل مع كل منها على أنها نسيج لوحده ، وسيؤدي إلى خلط لا مخرج منه ، لذلك فإننا لن نستطيع ان نصل إلى ابسط التعميمات ، ومن هنا نعرف التصنيف بانه " عملية إيجاد تجمعات خاصة متجانسة وفقاً لمقاييس متعددة (جسمية ، بدنية ، مهارية ، نفسية ، عقلية ،...) لأغراض المقارنات والوصول إلى معلومات دقيقة تخصصية عن هذه التجمعات " .
ويعد "التصنيف البنيوي (التكويني) من أهم وأدق أنواع التصنيف وخصوصاً الانثروبومتري (أطوال ،أوزان ، ...)"([2]) وذلك لكونه جانباً حقيقياً ذو موضوعية عالية تبنى عليه الفروق بين الأفراد في أكثر المستويات (البدنية ، المهارية ، الميكانيكية ) خصوصاً وانه المحدد الأول للجانب الميكانيكي .
التصنيف من الناحية الإحصائية هو خلق تجمعات منفصلة مستقلة عن بعضها ، اذ " قد يكون هدف البحث الاستطلاعي هو التعرف على الفئات التصنيفية التي يتوقع ان تتوزع فيها المتغيرات المبحوثة . 
تعد الدالة المميزة او تحليل التمييز (DA) من الأساليب الإحصائية المهمة والمتقدمة والتي تستخدم بشكل واسع في عملية تصنيف الأفراد في جماعات ، وكلما كانت نسبة حالات التصنيف كثيرة كان ذلك دالاً على ان الدالة المميزة مؤثرة ، ويستخدم التصنيف دوال كثيرة مثل دالة تحليل التباين والارتباطات ، كما ان الفرضيات الخاصة بتحليل البيانات بواسطة الدالة التمييزية هي نفسها الخاصة بالانحدار والارتباط المتعدد والمتغير المعتمد يجب ان يكون طبقياً([3]) 
________________________________________
([1]) قاسم المندلاوي واخرون : الاختبارات والقياس والتقويم في التربية الرياضية ، مطبعة التعليم العالي ، بغداد ، 1989 ، ص 90-91 .
([2]) محمد نصر الدين رضوان ، محمد حسن علاوي : القياس في التربية الرياضية وعلم النفس الرياضي ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، 2000 ، ص 43 . 
([3]) محمود مهدي البياتي : تحليل البيانات الإحصائية باستخدام البرنامج الإحصائي SPSS ، ط1 ، دار الحامد للنشر والتوزيع ، عمّان ، 2005 ، ص 135 .

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire